لن تتكلم لغتي
عبدالفتاح كيليطو
في يوم من الأيام تبين لي أنني لا أحب أن يتكلم الأجانب لغتي . كيف حصل هذا ؟ كنت اعتقد أنني شخص متفتح، متسامح، يتمنى الخير للغرباء كما يتمناه لذويه، وفضلًا عن ذلك كنت أحسب أن من واجبي أن أعمل، في حدود امكانياتي، على أن يكون للغتي “اشعاع” وأن يتزايد عدد الذين يتحدثون بها.. الخ، لكن هذا الهدف النبيل توارى يوم أدركت أنني أكره أن يتكلم الأجانب لغتي. كانت هذه الكراهية في الواقع قائمة على الدوام، ولكنني لم أكن على وعي بها، فلم أكن لأجرؤ على البوح بها لنفسي، وبالأولى لغيري. لكنني الآن أطرحها على القارئ، وعلى الثقافة العربية، لنتساءل كيف تعاملت هذه الثقافة، ماضيًا وحاضرًا، مع لغتها ومع اللغات الآخرى