جين إير
لعل السائل يسأل عن سرّ شغف القرّاء بهذه الرواية، على أن ذلك ليس عسيراً خافياً لأنها في نظر السواد الأعظم تجمع بين عنصرين محَبَّبَيْن إلى نفوس الناس من قديم الزمن، فهي تخاطب جانب الأحلام الطفولية على غرار ما تخاطب ذلك الجانب قصة “سندريلا”
تروى فيها قصة “جين إير” تلك الفتاة اليتيمة التى تكبر فى بيت خالها المتوفى ، مع زوجة خالها التى تكرهها كرهاً شديد فتقوم بإرسالها إلى مدرسة داخلية لتلقى التعليم بعيداً عنها ، فتكبر “جين” وتعمل معلمة لدى طفلة فى قصر ، يمتلكه السيد “روشستر” ، تقع فى غرامه ويبادلها نفس الإحساس إلى أن تكتشف أنه لا يزال متزوجاً من امرأة مجنونة محبوسة فى القصر ، فتفر هاربة حزينة ليس معها مال وليس لديها مأوى تأوى إليه ، فتنتهى إلى منزل صغير فيه شقيقتان وأخ قسيس ، يعطفون عليها ويساعدونها ، فتكتشف صلة القرابة التى تربطها بهم حينما تررث مبلغاً كبيراً عبر قريب لم تحظى بفرصة لقائه ، فتقتسم المال مع أقاربها ، ثم يطلب قريبها القسيس الزواج منها لتسافر معه للهند فى سبيل دينى بحث ، فترفض بشدة فى البداية لكنه ينجح فى إقناعها ، وتستغل سفر قريبها للعودة إلى قصر “روشستر” مرة أخرى لتكتشف انتحار زوجته المجنونة ، وفقدان ذراعه ، والعمى الذى يشوب عينيه فتقرر البقاء لجانبه.