لم يجد المؤلّف من المناسب أن يفصح عن فكرته عندما نشر هذه الرواية في ذلك العصر، وإنما أثر أن ينتظر حتى تُفهم فكرته ويتلمّس صداها لدى الجمهور، وهذا ما حصل إذ ما لبثت الأيام أن حقّقت ما كان يتوق إلى معرفته، فقد فهم الجمهور فكرته التي ضمّنها روايته.
إن ما كان يهدف إليه هوغو، وما كان يريد أن تتبيَّنه الأجيال المقبلة، ليس الدفاع الإستثنائي عن مجرم بعينه أو عن متّهم يتخيّره، بل هي في حقيقة الأمر مرافعة عامة وأبدية عن المتّهمين جميعاً، في الحاضر وفي المستقبل، إنه حجر الزاوية في الحق الإنساني الذي يبسطه الكاتب ويدافع عنه بأعلى صوته أمام المجتمع، الذي يُعتبر محكمة النقض الكبرى، مستهدفاً حماية حقه في الإستئناف الذي غالباً ما يُرفض في قضايا الإجرام.
رواية “باغ جارغال” ليست سوى جزء من مؤلّف أوسع كان يجب أن يوضع تحت عنوان “قصص تحت الخيمة”، وقد افترض هوغو أن العديد من الضباط قد اتفقوا على أن يتولى كل منهم، طيلة ليالي إقامتهم المؤقتة، بسرد رواية من مغامراتهم.
وهذه الرواية واحدة منها تتحدث عن تلك الحقبة من الجرأة، الثقة، التضحية، الإيثار، والحب الأسود: حب أسود لإبنة سيّدة البيضاء، حب ينتهي بالموت من أجل الحبيبة.
فيكتور هوغو