المريخُ عالَـمٌ صغيرٌ له شهرةٌ عظيمة. ولَطالما أسَرَنا هذا الكوكبُ الغامض والفريد على مرِّ القرون؛ ببراكينِه الشبيهة بجبل إيفرست، ومجموعةِ أَوْديته التي تَشغلُ مساحةً تُضاهِي مساحةَ الولايات المتحدة بأكملها، ومَشاهِدِه الطبيعية التي ربما احتوتْ على الماءِ فيما مضى.
وفي هذا الكتابِ المُمتِع، يتعقَّبُ ستيفن جيمس أوميارا العلاقةَ الغرامية التي وقَعتْ فيها البشريةُ مع هذا الجِرْم السماوي الفريد، بدايةً من تأمُّلاتِ مُراقِبي النجوم الأوائل وتصوُّراتِ كتَّابِ الخيالِ العلمي والمذيعين ومُخرِجي الأفلام، ووصولاً إلى أحدثِ صورِ المَرْكبة «كيوريوسيتي» الجوَّالة واكتشافاتها.
ويتناول أوميارا مُحاوَلاتِ البشرية للتواصُل مع كوكبِ المريخ على مر العصور، ثم يَبحثُ عن أَوجُهِ التشابُه بين الكوكبِ الأحمر وكوكبِ الأرض؛ فهل هو نسخةٌ مُصغَّرةٌ من عالَمِنا أمْ هو عالَـمٌ فريد قائم بذاته؟ ويَأخذنا في جولةٍ مشوِّقة داخلَ المُخيِّلة الأدبية؛ إذ ترَكَ كوكبُ المريخِ بَصْمتَه على الخيال البشري منذ أنْ تأمَّلَ مُراقِبو النجومِ الأوائلُ ظهورَه في السماء ليلاً.
ويستعرض أوميارا أولى البَعثاتِ إلى المريخ، والسِّباقَ المحمومَ بين الولاياتِ المتحدة والسوفييت نحوَ غزْوِ الفضاء، ومُحاوَلةَ دُولٍ أخرى اللحاقَ بالرَّكْب، وصولاً إلى أحدثِ الاكتشافاتِ والصورِ التي ورَدتْنا من الكوكب الأحمر وقَمرَيْه؛ «فوبوس» و«ديموس».