الحلم والأوباش
مويان
في عالم مويان الروائي، فإن الخلفية والحدث وفصول الكتابة وطبائع الشخصيات والتعيين الوصفي للبيئة، كل ذلك يتحول إلى سيرورة استجابة عفوية لأحاسيس ذاتية. الفرق بينه وبين باقي الكتاب يتمثل في عدم وقوفه طويلا أمام جذوره الثقافية القديمة يتأملها بلا نهاية، حرصًا على اكتشاف ونشر وتعميم طاقة الحياة المستمدة من الجدود الأقدمين، لذلك فهو يجعل من تاريخ حياة الذين مضوا منذ زمان بعيد، لحظة بينية تنقضي سريعا في حاضر من يتناولهم السرد؛ مما يخلق توترًا حادا بين الشخصية في القصة والراوي في الحكاية، ومن ثم فالوعي يمثل جسر انتقال، عبر الرؤية السحرية، بين الموتى والأحياء، بين الأولاد المعاقين والأبطال الراحلين؛ فيتخلّق عالم رابط بين نقيضين.